---------------------------------------------------------------

قد يكون الإنسان مصدقًا بشيءٍ ما، تصديقًا كاملًا، ولكنه لا زال بحاجة دائمًا إلى ما يجعل هذا التصديق يقينًا أو

قد يحتاج إقناع بسيط يريح قلبه، ويطمئنه، ويقضي على كل ذرة شكٍ فيه.

وليس هذا خطأ، إنما هي فطرة في النفس البشرية، (نزعة بشرية). فدائمًا عندما نريد أن نجعل أحدًا ما يؤمن

بشيء إيمانًا تامًا يجب أن يكون لدينا دلائل أو إثباتات، وذلك من بذل الجهد حتى يقتنع الشخص المراد إقناعه.

ولكني أرى الناس قد أهملوا هذه الفكرة تمامًا، وأصبحوا لا يحترمون عقل الإنسان، فكل أمر من أوامر الله أو

أحكام دينه، يصبح أمرًا حتميًا على كل فرد الإيمان والعمل به (ولا أعترض على ذلك) ولا يجوز لأحد أن يسأل

فيه أبدًا، أو حتى يناقش فيها أحدً آخر أبدًا. فقط يعمل بالذي أُمر به حتى وإن لم يكن مقتنعًا بالذي يعمله، وهذا أمر

بحد ذاته يعد من عدم احترام العقل وتقديره، هذا وأن الدين قد قدَّم العقل، واحترمه، فهو دين يخاطب العقل

والروح معًا .

فإبراهيم عليه السلام كان مؤمنًا، ومصدقًا بالله، لكن إيمانه كان يحتاج إلى إقناع بسيط، ليقنعه تمامًا، ويسد كل

أبواب الشك لديه. شيء بسيط فقط، ليطمئن قلبه.

قال تعالى:

(وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى، قال أولم تؤمن، قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من

الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا ثم ادعهن يأتينك سعيًا واعلم أن الله عزيز حكيم).

لم يكن إبراهيم عليه السلام شاكًا في ألوهية الله عز وجل، ولكنه أراد أن يتيقن، أن يطمئن قلبه، ليسد أبواب الشك

عنده.

لكن الله عز وجل كان قادرًا على يعذبه لأنه قد شك فيه –كما يفعل البعض من الناس- إلا أن الله تعالى –مع

عظمته- رحيم بعباده، يراعي تلك النزعة البشرية.

أمر إبراهيم بأن يأخذ أربعة طيور، ويمزق أجسادهن، ويضع على كل جبل جزءًا منها، وبقدرة الله تدب الحياة في

تلك الطيور مرة أخرى، وتتجمع أجزاءها، وتأتي أمام إبراهيم عليه السلام ساعية، قد عادت للحياة بعد موتها.

بذلك أقنع الله إبراهيم عليه السلام، فزال شكه، وما كان ذلك ليسمى بـ (شك) أصلًا، إنما هي زيادة في الإيمان،

وحتى يقر اليقين في القلب. وذلك لا يمنع أن نتساءل ونتفكر في الأسباب، فقد كان إبراهيم يريد أن يتقرب من الله

بمعرفة سر الصنعة الإلهية.

إن ما صنعه الله مع نبيه إبراهيم عليه السلام، يُعتبر تربية ربانية لعقلية بشرية هو صانعها وخالقها، فقد أراه الله

ما جعل قلبه يطمئن، وكان ذلك شيئًا بسيطًا جدًا يسهل على العقلية البشرية تقبله وفهمه (أو على الأقل في ذلك

الوقت). ولم يتعمق عز وجل بذكر تفاصيل إحيائه لتلك الطيور، لأنه فوق طاقة العقلية البشرية أن تعلم بأمور

مثلها، فكل ما سكت عنه الله، ولم يوضحه لنا، كان ذلك عفو منه سبحانه وتعالى.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأننا نحن أولى بالشك من إبراهيم عليه السلام، فلا ينفع أن يُجبر المسلم

على أداء عبادة هو غير مقتنع بها، ففي تلك الحالة يكون الإقناع هو الوسيلة الوحيدة التي ستنفع بإذن الله. لذلك

كما أنه لا يجوز أن ترغم الفتاة على الحجاب. هذا مثال بسيط من حياتنا، فقد أكون أنا

مؤمنة بالحجاب، ومتحجبة أيضًا، ولكن لا أزال أحتاج لتلك الدفعة البسيطة حتى أتيقن، ويطمئن قلبي.

فاللاتي يتحجبن بإرغام من أهلهن، ومن غير اقتناع منهن، سيقمن في غياب الأهل بنزع هذا الحجاب، أو تشويهه

بأي طريقة.

فيجب على كل مسلم أن يبحث ويقرأ في كتب الدين، حتى يطمئن قلبه ويثبت إيمانه، وليكون مسلمًا بحق، فليس

للعبادات التي تؤدى بغير اقتناع طعم، كطعم تلك المقتنع بها، ولا يوجد مؤمن يعبد الله من غير اقتناع.

والله أعلم .. ولربما أكون مخطئة. ولكني أجد نفسي مصرة على وجهة نظري، أو ربما لأنها
منطقية في نظري .


Mariam Tunkar
30-6-2010







قصة للأطفال ,, بقلمي: "شاشا (القطة - الأرنبة)"

--------------------------------------------------------------------------------


شاشا (القطة - الأرنبة)



" أمي !! لا أريد الذهاب إلى المدرسة اليوم، أنا تعبة، وأريد أن أنام " .
صدرت تلك الكلمات من (شاشا) الكسولة متذمرة من والدتها التي قالت لها أن تستحم، وتنظف أسنانها .
الأم: لقد جهزت لكِ الإفطار، اذهبي وتناوليه، ولا تتأخري وإلا ستذهبين إلى المدرسة متأخرة.
نهضت (شاشا) وهي غاضبة، ومصرة على عدم الذهاب إلى المدرسة
وفتحت التلفاز وجلست تشاهد، وهي تأكل رقائق البطاطس المقلية .
أقفلت الأم التلفاز قائلةً: ماذا تفعلين!! لقد تأخر الوقت وأنتِ لم تستحمي بعد؟!
قومي لتذهبي إلى المدرسة حالًا!!
ذهبت (شاشا) إلى المدرسة مجبرة، وهي تتذمر في الطريق، وتحك جسمها.
حتى وصلت إلى المدرسة ورأت زميلاتها في الصف، فرفعت يدها لتلوح لهنّ..
فاختفى جميع من حولها هروبًا من رائحتها الكريهة، و (شاشا) لا تزال واقفة، حيث لم تفهم بعد
سبب ذلك التصرف من زميلاتها.

.................................................. .................................................. .......................


وعندما دخلت الصف، رأت زميلاتها مرةً أخرى وهن يتناقشن في حل الواجبات المنزلية.
فأرادت أن تسأل واحدة منهن قائلة:
"هل لدينا واجب في الرياضيات ؟".
فأغميَ على تلك الفتاة من قوة الرائحة المنبعثة من فم (شاشا) !!
فقامت إحدى الفتيات بتهوية تلك المسكينة محاولة إيفاقها قائلةً لـ (شاشا) :
"يا إلهي !! نظفي أسنانكِ!!".
ومرةً أخرى، لم تفهم (شاشا) الموقف.
مسكينةٌ تلك (الأرنبة ، القطة) ، لم تفهم بعد كل هذا أنّ: رائحتها كريهة!.

.................................................. .................................................. ........................


بعدها، دخلت المعلمة الصف، وبدأت في التفتيش عن حل الواجب.
وعندما جاءت لترى واجب (شاشا)، وجدتها نائمة، فثارت المعلمة من منظرها،
وقامت بضرب مكتب (شاشا) مبديةً غضبها الشديد منها .
فنهضت (شاشا) متفاجئة.
حيث بدأت المعلمة بالصراخ عليها قائلة: "أين حل الواجب ؟!".
وانتبهت بعدها إلى منظر (شاشا) فقالت ساخرة: "ألم تمشطي شعركِ قبل أن تأتي للمدرسة؟".
فضحكت جميع الفتيات في الصف على (شاشا) .
فأحست (شاشا) بالخجل، وأصبحت تبكي، وتصرخ قائلة: " لا!! لا!! لاااا".
وقتها أفاقت (شاشا) من نومها، وأدركت أن كل ما حصل كان مجرد: كابوس!
فركضت نحو أمها، وهي تقول: "أمي، أنا آسفة جدًا، أعدكِ بأن أستمع لكل ما تقولين".
فقالت الأم متبسّمة: "عزيزتي (شاشا) .. أنتِ فتاة مطيعة".
.................................................. .................................................. ..........................

طبعًا كانت القصة عبارة عن مشهد مسرحي قمت بإخراجه في الصف السادس الابتدائي

وكنت أنا من مثلت دور شاشا :D


تأليف :

مريم تُنكَر

رسوم أعزّ صديقاتي :


شادية عبد الله محمد نور (القطة)


بسمة مَريكي (الأرنبة)