بعد الاكتواء بنار أتعمد إخفاؤها، كيّ ألمه يتجسّد في مطاردة طويلة توهم شدتها بأبديّتها،
يرسل ذلك الاكتواء وحوشًا صغيرة لتضايقني بتذكيري بعقم أفكار الهروب، وحوشًا تتمثًل في غصّات وقحة تباغت وجهي الغافل لتشله فلا يستطيع أن يقاومها، تنتزعه من إظهار كل الأحاسيس عدا الألم، وتجرّه جرّا لمواجهة العذاب.
تستفزني الغصّة لتظهر انكساري وضعفي "هيا فإلام الصبر عما لا محالة من حدوثه".
"اخضعي، اركعي وابكي.
أسمعيني نحيبا قويا لذيذًا مشبعًا".

ألمٌ..
وقلبٌ معتصر..
ثم صمتٌ طويل..

فهروب.

ثم انهزام، ووقوع في وكر الذكريات الخبيث.

تتدافع الذكريات لتنهش لحوم أولئك المهزومين،
حتى يستسلموا فلا صريخ لهم ولا مقاومة.
لا شيئ سوي جثث هامدة، دامعة ًعيونهم الشاخصة.
لاعذاب يتجاور هذا الخوف والألم المذلّ.

هلمّي يا نفس للبكاء الشافي، المتمثّل في هيأة سفّاح.
فإنما إحراقه لك هو ما ينقذكِ..