تلقيتُ دعوة من عزيز وغالٍ على روحي لكتابة هذا المقال. 

وأول انطباع حطّ على خاطري هو: "هه! ترّهات نهاية كل عام!".

لكن هيهات هيهات أن أقع ضحية نزوات كبريائي الداعية للتفرّد بلا منطق. أن أعترض حتى أتميّز؟ سأقاوم هذا الإغراء حتى وقت لاحق.  


يا ٢٠٢٥. 

بلغتُ فيك العشرين ربيعًا، وهذا ليس كلّ ما في الأمر وحسب.

يا عاما مارس فيه لساني كل أنواع الشتائم والسبائب. بذاءة لسان تنافس حجم ما قابلتني به الحياة من مفاجآت. 


تعلّمتُ في هذا العام درسا قاسيا، 

أصيغه بكلماتي الساحرة: "لا يصلحُ مكسورٌ مكسورًا". يحتاج كلا منهما أن ينزوي عن الآخر بعيدا ليستكمل رحلة علاجه الداخليّ الروحيّ. رحلة لملة الحطام والأشلاء المبعثرة. 


تعلّمتُ أهمية التشافي بالمسافات. 

أن أبتعد حتى تتضح الصورة الكبرى. كلٌ بحجمه وأبعاده الحقيقيّة.


البعد عن النار سلامة،

البعد عن الخطر أمان،

البعد عن الحافة نجاة،

البعد عن الضجيج هدوء

،البعد عن الأذى شفاء،

البعد عن الوطن نقاهة،

،البعد عن البيت نزهة،

البعد عن الأفكار صفاء،

البعد عن الهدف تصويب.


والبعد حتى عن ذاتي أنا .. هدنة💓


فنّ المسافات والفواصل المنقذة، في العلاقات وحتى في الرسائل المكتوبة وحفظ معانيها. 


المسافة الآمنة في قيادة السيارة، لم أتقنها بعد ولكن أجزل شكر نفسي على اكتشافها وإن كان ذلك متأخّرا. 

المسافة الآمنة تضمن أقلّ احتمالية اصطدام، بين السيارات وبين القلوب. 


حين ابتعدتُ لم اصطدم. 

القرب احتكاكٌ جارحُ وخادشٌ ومهشِّم.

ابقِ مسافة للاحتمالات، للأعذار، للحماية والسلام. 

مسافة لنموّ الحبّ مفترشا لها. 


لا تقترب كثيرا وتفرك نعومة بتلات أزهار رقيقة، سيتساقطن في يدك ضحايا. تنعّم بالجمال عن بعد دون إلحاقٍ بضرر. 


هذا القرب قاتل، متنكّرًا كاهتمامٍ فائضٍ وحذر. 

دعني أهوي سقوطا، ما أنا إلا أطير متحرّرة بلا قيود ولا مسار يحدّ من اتجاهاتي، هذا الارتطام بالقاع يعيد لي حيويّة لم أكن لأستشعرها وأنا مختبئة في حمى التوجّس والتخوّف من الانطلاق. 


البعد في الحب نموّ 🌷

شكرا ٢٠٢٥ 

أحبّكم يا أهلي. 


الحمدلله خرجت من السنة دي بمعلومة. 

باقي ابعّد عن الأكل واخلي مسافة آمنة.


تمنيّاتي للجميع بالشفاء

 حتى عبدالشافي

https://youtu.be/ciTV4oWFdOM?si=NQdPiU-M4hIrD2yT

لم يقل النبي يوسف عليه السلام الصدق لإخوته،

لقد كذب واتهمهم بالسرقة ليأخذ أخيه بنيامين إلى حماه. 

عندما ذكر الله قصة يوسف عليه السلام مع إخوته لم يذمّ سبحانه وتعالى هذا الفعل. لماذا؟ لأنه تصرّف حكيم وصائب وذكيّ. 


الصدق ليس دائما منجاة.

بعواقب وخيمة وندم كبير ندرك هذه المعلومة. 

إنما الأمان يكمن في الكذب. 

التدليس والخداع -في غير حقوق الآخرين- جائز جدا ومحبّذ لحماية أنفسنا، من الاستغلاليين والمجرمين والمتطفّلين والمنافقين والحاسدين والناقمين والمؤذيين والمتربّصين. 


لا بدّ من التمسّك بطوق نجاة للوصول إلى برّ أمان ممّن يكمنون الشرّ لنا.

إنه الهرب بأقلّ الأضرار والمخاطر. 


نشأنا في صغرنا على الصدق وعدم الكذب. ومن ثمّ حذّرونا من الإجابة بصدق عن تفاصيلنا الشخصية عندما يسألنا الغرباء المريبون، ومثال ذلك:

👹: أين يقع بيتك أيتها الطفلة اللطيفة؟

👧🏻: في تلك الجهة يا عمّو. (وهو يقع في جهة أخرى خخخخ). 


:مثال أكثر واقعية؟ إليكم هذا إذن:

☠️: كم الرمز السرّي الذي تلقّيته للتوّ كرسالة نصيّة على هاتفك النقّال؟

😇: عمّاذا تتحدّث؟ أنا لا أملك أي هاتف نقّال 🤪


سلاحك الوحيد لئلا تقع ضحية لهؤلاء المرضى الفاسدون هو الكذب.

 

الكذب في سبيل الحماية من الخطر هو مهارة قد تكون بسرعة البديهة والموهبة أو باجتهاد وتدريب، أيهما توفّر، فإنه ضروريّ والحاجة لإتقانه ماسّة. 


وكذلك المماطلة في الجواب وتأجيله، وأيضا تجنّب الرفض الصريح بل غمس الكلمات في العسل لتلطيفها لتعتذر عن القبول بسلاسة. 



السبل كثيرة في الكذب والوسيلة واحدة، وهي الحماية والأمان واتّقاء شرّ الكائدين.  


وللمساعدة علينا أن نتذكر بضع عبارات مُنقذة:

  • "لا أدري"😛 
  • "سأبحث وأجيبك لاحقا" 🧐
  • الإجابة بعكس الإجابة 😎 
  • "أنا لستُ مرئيّا 🫥"
  • "أنا لستُ أنا 🤥"
  • "أنا لا أرى ولا أسمع ولا أنطق؟ 🙉🙈🙊"
  • "أنا مخلوق فضائيّ؟ 👽🛸" 


ردّدها أمام المرآة كي تكتسب طابعا طبيعيّا أكثر إقناعا. 

احمِ معلوماتك وخصوصياتك وحياتك. 

لا تتردّد في الكذب

اكذب لتنجو. 


لا يستحقّ الجميع معرفتك، ولا يستحقّ الجميع الحقيقة أصلا. 

لا تكن بريئا ولا ساذجا ولا معطاء في الإدلاء بحقائق عنك. 


ليست الحقيقة إلا لمن أثبت كفاءته لاستحقاق الثقة أولا، ثم يُمنح ترقية الاطّلاع على (بعض) جوانب المعلومات الشخصية. 



إنها قوانين هذي الحياة، التي تُشابه لحد كبير قوانين الغابة.  

لا تعطهم خريطة التمكّن من افتراسك والتهامك حيّا. 

احذر الصدق.

واكذب !



يا شزّاب حبك عذاب🥰



"It is not appropriate for you to occupy a large amount of space."

Since you consume more than the natural need of everything: “their” food resources, “their” oxygen, and everything they think “belongs” to them.


Certainly, they have units of measurement to divide everything that is consumed, and then distribute it to each person on planet Earth, after weighing it on their feeble, worn-out, rusty scale of nonsense.


They make your physical size a public opinion issue because it does not fall within their framework built on illusion and the poverty of humanity and ethics.


Your weight gain provokes them to devour your flesh and fat with malicious, vile, and hidden words concealed by their alleged kindness.


Your body imprisoned in fat gives them a purpose in life, for they quickly sharpen their knives upon seeing you struggle with your health and body.


They are not truly dissatisfied with your large size; rather, they are overwhelmed with happiness because you now have a clear flaw they can use to harm you.


Damn you and your insignificant sizes; it is the insignificance of insects that truly deserves to be crushed underfoot 🪳🩴


"ليس لائقا أن تشغل حيزا كبيرا من الفراغ".

باعتبار أنك تستهلك أكثر من الاحتياج الطبيعي من كل شيء، مواردهم الغذائية ، أكسجينهم، وكل ما يظنون أنه لهم. 


لا بد، بل من المؤكّد أن لهم وحدات قياس لتجزئة كل ما يُستهلك، ومن ثم توزيعه عل كل شخص على كوكب الأرض، بعد كيله على ميزان الهراء الضعيف، المتهالك، الصدئ.


يجعلون من حجمك الجسمانيّ قضية رأي عام لأنه لا يقع داخل إطارهم المبني على الوهم وفقر الإنسانية والأخلاق.


ازدياد وزنك يغريهم في نهش لحمك وشحمك بالكلمات الجارحة الخبيثة والمتوارية بطيبتهم المزعومة. 

 

اكتساؤك بالشحم يعطيهم هدفا في حياتهم، فسرعان ما يشحذون سكاكينهم عند رؤيتك تتهالك في صحتك وجسدك. 


هم ليسوا مستائين فعلا من حجمك الكبير، بل هم في غمرة سعادتهم لأنك الآن ذا عيب جليّ يستخدمونه لأذيّتك. 



سحقا لكم أنت وأحجامكم الضئيلة، إنها ضآلة الحشرات التي تستحق  السحق بالأقدام حقا 🪳🩴 


https://www.instagram.com/theesraazidan?igsh=MXh3eWFmamV4OW5seg==


https://www.instagram.com/reel/C3lOAlCs4Qm/?igsh=MW1id3IzMWNneWJyNA==


أملعقة طعام؟ أم كوب واحد؟ أونصة؟

بكم يُقاس مقدار الأنانية اللازم لمواجهة الحياة بشكل سويّ؟

ما هو حد الأنا المطلوب لحمايتها؟

ما هو حد التواضع المانع من الانحدار للوضاعة واضمحلال الأنا؟ 


كيف السبيل لإعطاء الأنا أولوية قصوى بأقل الأضرار؟

يبتدئ الطريق بقول لا. 

ثم؟ 

بناء الأسوار والحدود غير القابلة للتعرّض، ناهيك عن الهدم. 

ثم؟

إلغاء من يهدد السلام الذي أحاطتنا به أسوارنا. 

ثم؟

التضحية برفاهيات بمقابل حفظ الأنا. وأولها العلاقات المزيفة الاستغلالية والمستنزفة لنقاء قلوبنا. 

طرد القمامة. تعقيم البيئة المحيطة. 


ثم؟ 

التضحية بأي ما يقلل من التركيز على أهداف الحياة البنّاءة، وليس العكس. لن يتم تعديل أهدافنا بناء على ما يحصل حولنا من ضجيج. سنلغي الضجيج، سوف نبصق عليه ونستمر بالصعود للأعلى دون النظر إلى الوراء.  


ماذا أيضا؟ 

أريد أن أستفيق لأرى النور، أريد أن أتحرر من هذه المشاعر البريئة المفرطة، سأخبّئها كما تُخبّأ الكنوز، حتى أجد ما يستحق مشاركتها مع الاستعداد لعدم مشاركتها أبدا. 


البراءة انتهت مع الطفولة. 

الحاجة ماسة الآن إلى القوة والعيون الحادة الصارمة والقلب الحديديّ، والعضلات المتمرّسة على ازدياد التحمل لكل ماهو آت من قسوة الحياة.

لا استعراض تافه ومجانيّ لابتسامة ساحرة. وجه مخيف من الآن فصاعدا. 

هذه هي الحماية وهذا هو الدرع.

كانت البراءة مجرد تصديق لكذبة أن الجميع طيّبون، وها نحن الآن نعرف الحقيقة


هل هذا كله هراء؟ آمل ألا يكون كذلك. 

على أي حال، أنا لستُ خائفة لأني أنتظر عدل الله يوم القيامة. لا عدل هنا.


هذا وجه النكد الجديد. استعدوا.