تضخيم للأحداث وكما يُشاع.. دراميّة. 

رهافة إحساس، تحسّسٌ مفرط، تيقّظٌ ذهني، دموعٌ كالأنهار. 

في ليلة بدر مكتمل، في حضرة الألعاب الناريّة، عند سماع موسيقى أمّ كلثوميّة، في متجر كتب. 


حضورٌ ذهنيّ قويّ يعطي تقديرا حفيّا لكل تفصيل، وقدرة على الاندهاش، والفرحة بلا حدود.


روحٌ حيّة تستشعر الحياة من حولها. 

عينان متبصّرتان على غيبيّات اعتيّاديّة المرئيّة. 

عينان لا تفقدان بريق ولمعة الحبّ. 


البدر. كموعد غراميّ في كل ليلة. بقلب خفّاق باضطراب من شدة التطلّع للّقاء. مع انعدام التجمّل له على الإطلاق. فكيف لي أنا أن أتجرّأ وأجاري أو أحاكي بعضا من الجمال مع سيّد الجمال وهو في أبهى طلة واحتفال.


وحين تتفجّر الألعاب النارية. 

التي تلهب عقلي، مفجَرة معها كل خلية منه. اتفهّم الآن طقوس المجوسيّة. هذي النار المتشبّبة المشتعلة. تأخذني لانيهار لا أكاد أوصفه. يخطف الأكسجين من أعمق الأكياس الهوائية في تشعبات شعيبات رئتاي. 

إنها تستهدف عقلي لتذهبه. تغزوه وتطرد أفكاره المتراكمة. ففاهي على أوسع انفتاح. وعيناي على أكبر اتساع. انا أفقد الإحساس بتواجدي في الكون تحت تأثير هذا السحر الناريّ. 


أم كلثوم. 

لا أدري كيف لي أن أحبّ شخصا أجهله وأحفظ كل ترنيمة صوت تصدر منه. إلا أنها تثير أشجاني بقوة تكسح أعماقي. 

محال أن تكون هذه الستّ أي شيء سوى الحب والرحمة والطيبة. محالٌ أن يكمن هذا الفن بداخل قلب دون أن ينبع بالخير. أجهش بالبكاء لأني لم تسنح لي الأقدار بالتزامن مع أيام عمرها الغني بالجمال المثري الذي أثقل القلوب تأثرا حتى اخترقها بالحزن الذي بكل سلاسة يذوب وكأنه حِمل يسقط منها في رحيل لطيف.


متجر الكتب؟ رباه. 

أشعر بضآلتي. ببلاد العجائب. أكاد أجنّ لأني أكاد أسمع كل كلمة في كل سطر في كل صفحة في كل كتاب، وهي تنطق. 

أنا في دوامة الكلمات، إنها تدور بي وكأنها العاصفة، بل الإعصار، أيهما أقوى وأقدر على تدويخي والتلاعب بي كذرة رمل. 

هذا الصخب يدوّي في قلبي وعقلي. 



كيف لي أن أتمنى الخلاص. وأنا سكرانة بجمال العالم. وقلبي يانع مخضرّ

أنا كاذبة لا أستحي. 

Comments (2)

On 14 أكتوبر 2024 في 9:10 ص , غير معرف يقول...

اللهم آمين … آنسة دوامة

 
On 14 أكتوبر 2024 في 3:27 م , غير معرف يقول...

اهلا. سيد غامض