Artist


 لم تفق يوما بعد رنين ساعة المنبه، فتوقعاتها أبقتها قوية اليقظة، شرارة التأهب تجعلها تثب بلياقة من سريرها، ومن ثم يتفضّل رنين الساعة ويعلو. 


في الساعة الرابعة وعشر دقائق فجرا ستضع ركوة القهوة على اللهب.

بعدها بخمس عشرة دقيقة ستتناول الفطور.

متى ما أرادت تذكّر المهمة التالية، فتحت باب دولابها لتستلّ من جدولها الملصق عليه من الداخل، الموثّق بتوقيت الدقائق.


وهكذا، إلى أن..

تمزّق مع كل ضربة شيئا من أصر الثوابت والمبادئ.

وتاهت حتى استكنّت في محطة الضحايا ومكثت في الانتظار السرمدي.


ماذا تنتظر؟ حتى إن أتى الفارس المغوار، لن ترفع جفنا عينيها لتراه.

مجمدة النظرات رغم تتابع الفصول، عيناها تعيشان في الشتاء.


"أنا ضحية" .. تردد وتبتسم.

"أنا ضحية جميلة.. أحب هذا الدور، إنه السكون، اللا حركة، الهدوء، السلام"


ثم بعد سنوات

ذابت عيونها

وذبلت جفونها

وأصبحَتْ هي نهر منهمر، لا منهار.

مشتتة ومتوزعة أشلاؤها في كل واد يقطع طريقها.



اعتادت التمزّق، فصارت بسخاء تمزق نفسها أكثر.

"هنا سأعطي كبدي، وهنا ربع رئة، هناك سأضع بعض من أغشية جوف بطني، أما بقية أحشائي سأتركها معروضة فلا طاقة لي في عدل التركة. أنا لا أستحقها، لم يكن من المفترض أن تكون لديّ ،فخذوها لعلي أؤجر بانتفاع غيري منها".



تضحك لأنها لا تتألم.

كما تعددت رنّات المنبه في كل صباح، المنبه الذي تفوّق عليها في السباق، لكنه لم يقو بعدها على إيقاظها مهما صرخ.





احذروا المخدرات 👍