يستبدّ بك الزمان فيزيد في عمرك.

فراغٌ كبيرٌ لا تعبّئه عشرون صفحة من كتاب أوّل، ولا سبعةٍ من ثانٍ، أو حتى صفحةٍ من آخر..

تمرّ على جلّ كتبك بتصفّح يقلل من شأنها..التخلّي سريعا عن الكتب دون إكمالها هو مما لا يحوز على الاحترام.


الأهداف أمامك بدائيةٌ حتى النّخاع.. صعوبتها خانقةٌ كاتمة، لصوتك، لنَفَسك..

اجلس.. استلقِ..حافظ على مكانك وإن كنت متدلّيًا تشبّث بمكانك فحسب..

لا سعة للتقدم.. التقدم رفاهية لا تستطيع أنت تكبّد عنائها..


دع الجميع يكمل السّعي، أمّا أنت فلا تسع..

أنت ضعيف.. سيصيبك دوار ويستهلّ فيك الهذيان.

أنت هشّ.. قاوم الحركة وأتقن الثّبات.

هذا كفاحك.. هذا انتصارك.


أن تتحجّر.. تزداد صلابةً قبل أن تفكّر بالتحرّك..

سراب التطوّر المتألّق والسرعة في الانطلاق، ليس كل هذا بريّان لكل مرتوٍ..

أنت في طور السبات والامتصاص، تنفّس بعمق فقط..لا تستعجل النموّ فتُكسر سريعًا..


اغلق عيناك وكفّ عن المراقبة.. أنت تكبُر.

أنت تكبر.. لذا تتّضح لك الثغرات والفجوات أكثر..قد تتمنى أن تعود عيناك لضيقهما القديم حين كنت تنعم بتأبّهٍ مقصورٍ على اللامع البارق فقط.


ما أصبحتَ أكثر ذكاء بإيلائك المشكلات انتباها أكثر، بل أصبحتَ أكثر تعقيدًا متشائمًا.


ما ضرّ اللمعة والبريق المبهجَين؟ أم أن ثوب التكلّف هذا يبديك أكثر عظةً وحكمة؟