يستبدّ بك الزمان فيزيد في عمرك.

فراغٌ كبيرٌ لا تعبّئه عشرون صفحة من كتاب أوّل، ولا سبعةٍ من ثانٍ، أو حتى صفحةٍ من آخر..

تمرّ على جلّ كتبك بتصفّح يقلل من شأنها..التخلّي سريعا عن الكتب دون إكمالها هو مما لا يحوز على الاحترام.


الأهداف أمامك بدائيةٌ حتى النّخاع.. صعوبتها خانقةٌ كاتمة، لصوتك، لنَفَسك..

اجلس.. استلقِ..حافظ على مكانك وإن كنت متدلّيًا تشبّث بمكانك فحسب..

لا سعة للتقدم.. التقدم رفاهية لا تستطيع أنت تكبّد عنائها..


دع الجميع يكمل السّعي، أمّا أنت فلا تسع..

أنت ضعيف.. سيصيبك دوار ويستهلّ فيك الهذيان.

أنت هشّ.. قاوم الحركة وأتقن الثّبات.

هذا كفاحك.. هذا انتصارك.


أن تتحجّر.. تزداد صلابةً قبل أن تفكّر بالتحرّك..

سراب التطوّر المتألّق والسرعة في الانطلاق، ليس كل هذا بريّان لكل مرتوٍ..

أنت في طور السبات والامتصاص، تنفّس بعمق فقط..لا تستعجل النموّ فتُكسر سريعًا..


اغلق عيناك وكفّ عن المراقبة.. أنت تكبُر.

أنت تكبر.. لذا تتّضح لك الثغرات والفجوات أكثر..قد تتمنى أن تعود عيناك لضيقهما القديم حين كنت تنعم بتأبّهٍ مقصورٍ على اللامع البارق فقط.


ما أصبحتَ أكثر ذكاء بإيلائك المشكلات انتباها أكثر، بل أصبحتَ أكثر تعقيدًا متشائمًا.


ما ضرّ اللمعة والبريق المبهجَين؟ أم أن ثوب التكلّف هذا يبديك أكثر عظةً وحكمة؟




Comments (3)

On 9 مارس 2022 في 10:03 م , ذاك الذي كان يقول...

مريم،
شابني زهو من زهوك، و لمسني بؤس من بؤسك و الحت علي روحي أن أنصت لذيل المقال و اعيد قراءته مرة او مرتين.

"ما ضرّ اللمعة والبريق المبهجَين؟ أم أن ثوب التكلّف هذا يبديك أكثر عظةً وحكمة؟"
كأن لي بوقعها يطرق باب روحي و يسبر اعماق مكامنها حتى تحدث لروح روحي و قد كانت تعبة و هزمها الزمان، يسرد لها سابق بريقها، يصف لها وعود ما سيأتي. ما تسمعين هو أني روحي لما قد كان. ما تسمعين يا مريم إلا الحنين

 
On 24 يونيو 2022 في 1:25 ص , غير معرف يقول...

«التخلّي سريعا عن الكتب دون إكمالها هو مما لا يحوز على الاحترام.»
اعتقد أن هذه الجملة أفزعت صعلوك كسول في نفسي ... سأحرص على إنهاء كتبي أولََا بأوٌل
تدوينة جميلة ، و أرجو أن تكوني بخير .

 
On 4 سبتمبر 2023 في 10:49 ص , غير معرف يقول...

هذه التدوينه بؤسها جميل استطيع وصفها (تدوينه من القبو)