أملعقة طعام؟ أم كوب واحد؟ أونصة؟
بكم يُقاس مقدار الأنانية اللازم لمواجهة الحياة بشكل سويّ؟
ما هو حد الأنا المطلوب لحمايتها؟
ما هو حد التواضع المانع من الانحدار للوضاعة واضمحلال الأنا؟
كيف السبيل لإعطاء الأنا أولوية قصوى بأقل الأضرار؟
يبتدئ الطريق بقول لا.
ثم؟
بناء الأسوار والحدود غير القابلة للتعرّض، ناهيك عن الهدم.
ثم؟
إلغاء من يهدد السلام الذي أحاطتنا به أسوارنا.
ثم؟
التضحية برفاهيات بمقابل حفظ الأنا. وأولها العلاقات المزيفة الاستغلالية والمستنزفة لنقاء قلوبنا.
طرد القمامة. تعقيم البيئة المحيطة.
ثم؟
التضحية بأي ما يقلل من التركيز على أهداف الحياة البنّاءة، وليس العكس. لن يتم تعديل أهدافنا بناء على ما يحصل حولنا من ضجيج. سنلغي الضجيج، سوف نبصق عليه ونستمر بالصعود للأعلى دون النظر إلى الوراء.
ماذا أيضا؟
أريد أن أستفيق لأرى النور، أريد أن أتحرر من هذه المشاعر البريئة المفرطة، سأخبّئها كما تُخبّأ الكنوز، حتى أجد ما يستحق مشاركتها مع الاستعداد لعدم مشاركتها أبدا.
البراءة انتهت مع الطفولة.
الحاجة ماسة الآن إلى القوة والعيون الحادة الصارمة والقلب الحديديّ، والعضلات المتمرّسة على ازدياد التحمل لكل ماهو آت من قسوة الحياة.
لا استعراض تافه ومجانيّ لابتسامة ساحرة. وجه مخيف من الآن فصاعدا.
هذه هي الحماية وهذا هو الدرع.
كانت البراءة مجرد تصديق لكذبة أن الجميع طيّبون، وها نحن الآن نعرف الحقيقة
هل هذا كله هراء؟ آمل ألا يكون كذلك.
على أي حال، أنا لستُ خائفة لأني أنتظر عدل الله يوم القيامة. لا عدل هنا.
هذا وجه النكد الجديد. استعدوا.

