أريد أن أنقذك أيها الطفل اليتيم،
يا من رميت لتشحذ ممن ينتظرون الإشارة الخضراء،
أريد أن أعلمك كيف تقرأ وكيف تتعلم وتفكر،
أريد أن أعيد لعائلتك ثقتهم بعدل الله،
بأن الحياة الكريمة والأخلاق العالية هي الطريق،
لا ألومكم على شيء مما تفعلوه،
فهكذا كان البشر وهكذا سيكونون،
تدفعهم الظروف وتغير أفعالهم.
وإن كان ثمة أبطال في هذا الوجود،
فهذا لأن الله اختارهم وأعطاهم من القوة ما يجعلهم يتحملون آلامهم وآلام الآخرين،
أخطأت عندما ظننت أن البطولة واجبة على الكل، حاربت كل من وضح لي أنها فرض كفاية.
لا يحق لي تطبيق صرامتي على غيري، 
سأطبق مبادئي على نفسي فقط، لأختبر مقدار 
صحتها،
سأتمكن من تطبيقها فقط حين يكون إيماني بها قويًا وإن آذتني.، 
اتضح أنها لم تكن واقعية بما فيه الكفاية لأنقذ نفسي قبل أن أقرر إنقاذ العالم بها،
على الرغم من أن تضحياتي كانت كثيرة ومبالغ فيها،  إلا أنها كلها قد ضاعت هباءًا،
أتجنب الندم على جهد بذلته قدر ما يمكن، لا سيّما إن كان الهدف هو إيجاد الطريق إلى الحقيقة.

لم يعد يسمى هذا طموحًا ، بل أصبح جشعًا قاتلًا،
ردة فعل مفجعة بعد اليأس، وبعد أن قررت أن أقوم بواجباتٍ لم يقم بها غيري،
أن أفعل كل ما كان يومًا صعبًا ومستحيلا،
فنجاحي مع هذه الضغوط، لن يكون عاديا،
بل مثاليا خارقا للطبيعة،
صرامتي وقوة إرادتي، 
لا بأس إن أسأت توجيههما،
لكن الجدير بالملاحظة، هو وجودهما بتلك الكمية الهائلة،
وهذا ما يثبت حقًا إمكانيتي من تحقيق أغلب ما أريد.
في داخلي صوت يردد: "إنه لمثير للسخرية بقاؤكِ بنفس الإصرار والمقاومة، حتى بعد ما رأيتِ من عواقب وخيمة".
آذاني ذلك الإيمان الشديد بألا وجود للمستحيل،
ولا زلت أقول أني أستطيع تحقيق "أغلب" ما أريد.

أكره في نفسي هذه القوة أحيانًا،
فكما أنها ستدفعني للأمام ،
هي كفيلة بإرجاعي إلى الخلف بمسافات أكبر.

خوفي هو من أن أُثَبّط بعد ذلك التفاؤل،
لم يكن ذلك "تماسكًا" بل كان تعذيبًا،
الآن سأسمح لنفسي بالوقوع،
لكن بروّية،

أتألم حين أرى أن كل تلك المبادئ، هي في الواقع لا شيء سوى هراء على هراء،

ما الحل؟ 
سأضحك قليلًا ، كدليل على استمرارية النضال، رغم القلب المتعب الذي نسيته ولم أبالِ بشأنه أبدا.

ثم أنفجر باكية بشكل صادم ومفاجئ، في مكان ووقت غير لائقان، وبين الغرباء.. وأكتشف بأنها ردة فعل قلبي الغاضب، ليلفت إليه انتباهي، حيث لا مفر لي منه، ولا قدرة لي على نكران وجوده وحياته.
...

ظننت أني لو شرعت في كتابة هذا الكلام، سأهتدي للحل.
ربما علي معاودة الكتابة بعد فترة من الراحة،

بعد أن أتعرف على معنى الصبر والهدوء..

كفاني طيشًا وتسرّعًا..

أريد أن أتوقف عن ارتكاب الحماقات، لأتمكن من إصلاح العالم..

هل هذا فعلا خارجٌ عن قدرتي البشرية؟




Comments (0)